باب
ما روي من توقّع المشركين
لظهور دولة المسلمين
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه ، وحدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفا المعدّل ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أبو زرعة ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزّهري : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١) مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهو بإيلياء (٢) فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم وترجمانه ثم قال : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان : فقلت : أنا أقربهم به نسبا ، فقال : أدنوه مني ، وقربوا أصحابه فجعلوهم عند ظهره ، ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذب فكذّبوه. قال أبو سفيان : فو الله لو لا الحياء أن تأثروا عليّ كذبا لكذّبته عنه قال : ثم كان أول ما سألني عنه أن قال : كيف نسبه فيكم؟ قلت : هو فينا ذو نسب قال : فهل قال هذا القول فيكم أحد قط قبله؟ قال : لا ، قال : فهل كان في (٣) أبائه ملك؟ قلت : لا ، قال : فأشراف الناس اتّبعوه أو ضعفاؤهم؟ قلت : بل ضعفاؤهم قال : أيزيدون أم ينقصون؟ قلت : بل يزيدون ، قال : فهل يرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت : لا ، قال : فهل يغدر؟ قلت : لا ، قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول الذي قال؟ قلت : لا ، قال : فهل يغدر؟ قلت : لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو
__________________
(١) ماد فيها أي أطال المدة ، (النهاية : مدد).
(٢) إيلياء : بالكسر ، اسم مدينة بيت المقدس.
(٣) في مختصر ابن منظور ١ / ١٩٥ من.