باب
ذكر اهتمام أبي بكر الصّدّيق بفتح الشّام وحرصه عليه
ومعرفة إنفاذه الأمراء بالجنود الكثيفة إليه
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا عمّار بن الحسن ، نا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود إلى الشام سنة ثنتي عشرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف ، نا أبو محمد الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي ، نا محمد بن إسحاق ، قال : إن أبابكر لما حدّث نفسه بأن يغزو الروم فلم يطلع عليه أحدا (١) إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال : يا خليفة رسول الله أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا؟ فقال : نعم ، قد حدّثت نفسي بذلك ، وما أطلعت عليه أحدا ، وما سألتني عنه إلّا لشيء. قال : أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خرشفة (٢) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنّة من القنان العالية ، فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ، ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة (٣) فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة ، فشدّ المسلمون وأنا فيهم معي راية ،
__________________
(١) بالأصل «أحد» والمثبت عن خع.
(٢) بالأصل وخع : حرشفة ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ١ / ١٨٠ والخرشفة : الأرض الغليظة (اللسان).
(٣) عن خع وبالأصل «رمثة» بالراء.