باب
ما ذكر في بناء المسجد الجامع
واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع
ذكر أبو الحسن محمّد بن عبد الله الرازي قال : قرأت في هذا الكتاب الذي فيه أخبار الأوائل أن هذه الدار المعروفة بالخضراء ، مع الدار المعروفة بالكبق (١) ، مع الدار المعروفة بدار الخيل ، مع المسجد الجامع ، أقاموا وقت بنائها يأخذون لها الطالع ثماني عشرة سنة. وقد حفر (٢) أساس الحيطان ، حتى وافاهم الوقت الذي طلع فيه الكوكبان اللذان أرادوا أنّ المسجد لا يخرب أبدا ولا يخلو من العبادة ، وأنّ هذه الدار إذا بنيت لا تخلو من أن تكون دار الملك والسلطنة والضرب والحبس وعذاب الناس والقتل والجند والعساكر والبلاء (٣) والفتنة. فبني على هذا. والله تعالى أعلم. وكانت في ذلك الزمان كلها (٤) دارا (٥) واحدة :
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعبد الكريم السلمي قالا : أنا عبد العزيز بن أبي طاهر التميمي ، أنا تمام الرازي ، وعبد الوهاب بن جعفر الميداني قالا : أنبأنا الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة ، أنبأ أحمد بن المعلّى.
قال تمام : وأخبرني أبو إسحاق بن سنان ـ إجازة ـ أنبأ بن المعلّى.
قال تمام : وأخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ، أنبأ عبد الرحمن ، والصواب عبد الرحيم بن عمر المازني ، أنبأ ابن المعلّى قال : أخبرني همام بن
__________________
(١) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي خع : «الكسق» وفي مختصر ابن منظور ١ / ٢٦٣ : المطبق.
(٢) بالأصل «أحفر» والمثبت عن المختصر ، وفي خع : حفروا.
(٣) عن خع والمختصر ، وفي الأصل «والبلاد».
(٤) سقطت من المطبوعة.
(٥) بالأصل وخع : «دار» والمثبت عن المختصر.