ولم يزل كذلك إلى زمن (١) ولاية هشام بن عبد الملك ، لم يكن فيه شيء أكثر من ذلك ، فشكا أهل بردا قلة الماء إلى هشام بن عبد الملك فأمر القاسم بن زياد (٢) أن يماز لهم الأنهار فمازها ، فأعطى أهل نهر يزيد ست عشرة مسكبة [والفرق الكبير خمس مساكب والفرق الصغير أربع مساكب ، ونهر داريا ست عشر مسكبة](٣) ونهر ثورة اثنتين (٤) وأربعين مسكبة ، ونهر باناس ثلاثين مسكبة ، ومسكبة فيه حملت فيه تصب ليزيد بن أبي مريم مولى سهل بن الحنظلية ، وثلاث مساكب للفضل بن صالح الهاشمي حملت فيه من بعده ، ونهر مجذول اثنتي عشرة مسكبة ، ونهر داعية ثلاث عشرة مسكبة ، ونهر حيوة وهو نهر الزلف اثنتي عشرة مسكبة ، ونهر التومة العليا خمس مساكب ، ونهر التومة السفلى أربع مساكب ، ونهر الزابون أربع مساكب ، ونهر الملك أربع مساكب والقنا لم تماز يومئذ تأخذ ملء جنبتيها.
وكان الوليد بن عبد الملك لما بنى المسجد اشترى ماء من نهر السكون يقال له الوقية فجعله في القناة إلى المسجد ، والحجر شبر ونصف في شبر ونصف ، وثقب الثقب شبرا في أقل من شبر على أنه إذا انقطعت القناة أو اعتلّت ليس لأحد أن يأخذ من ماء الوقية شيئا ولا لأصحاب القساطل فيها حق ، فإذا جرت يأخذ كل ذي حق حقه ويفتح القساطل على الولاء.
وقال يزيد : أنا أدركت القناة يدخل فيها الرجل يسير فيها ، وهي مسقوفة يمد يديه فلا ينال سقفها ، وليس فيها شيء مثلوم. ومات يزيد بن معاوية في رجب سنة أربع وستين. فهذه قصة نهر يزيد.
وولي سليمان بن عبد الملك سنة ست وتسعين. وتوفي سليمان يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين. وسجل سليمان بن عبد الملك لجرجة بن قعرا سجلا وأشهد فيه شهودا ونسخة سجله : بسم الله الرّحمن الرحيم هذا كتاب كتبه
__________________
(١) بالأصل «أين» والمثبت عن المطبوعة ، وسقطت اللفظة من خع.
(٢) كان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الغوطة ، وبقي إلى أيام هشام بن عبد الملك ، وكان صاحب المساحة ، وإليه ينسب الذراع القاسمي.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة ٢ / ١٤٧.
(٤) بالأصل : اثنين.