أحمد بن عبيد الله بن يزيد ، حدثني أبي عبيد الله بن يزيد ، حدثني أبي يزيد بن زفر ، عن أبيه زفر قال : سألت مكحولا عن نهر يزيد كيف قصته قال : [سألت](١) مني خبيرا ، أخبرني الثقة أنه كان نهرا صغيرا نباطيا يجري فيه شيء [يسير يسقي ضيعتين في الغوطة لقوم يقال لهم بنو فوقا ولم يكن لأحد فيه شيء](٢) غيرهم ، فماتوا في خلافة معاوية بن أبي سفيان ولم يبق لهم وارث ، فأخذ معاوية ضياعهم وأموالهم فلم يزل كذلك حتى مات معاوية في رجب سنة ستين ، وولي ابنه يزيد ، فنظر إلى أرض واسعة ليس لها ماء ، وكان مهندسا ، فنظر إلى النهر فإذا هو صغير ، فأمر بحفره ، فمنعه من ذلك أهل الغوطة ودافعوه ، فلطف بهم على أن ضمن لهم خراج سنتهم من ماله ، فأجابوه إلى ذلك. فاحتفر نهرا سعته ستة أشبار في عمق ستة أشبار ، على أن له ملء جنبتيه (٣) وكان كما شرط لهم. فهذه قصة نهر يزيد [ومات يزيد](٤) في رجب سنة أربع وستين.
فلم يزل كذلك حتى استخلف (٥) سليمان بن عبد الملك. فأقام عنده رجل من أهل الذمة يقال له جرجة بن قعرا لشاهدين يشهدان أن له في النهر قناة تجري إلى حمّام له يديده (٦) وزعم أنها كانت عجمية ، تجري في سيلون إلى ديره ، وهو رطل من الماء ، فسجّل له سليمان بذلك سجلا وأشهد شهودا ونسخته :
بسم الله الرّحمن الرحيم. هذا كتاب كتبه سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين لجرجة بن قعرا بثبات قناة في نهر يزيد [إلى ديره](٧) لما قامت له البيّنة. وفيه من [الشهود ، وشهد له](٨) عبد العزيز بن عبد الرّحمن اليحصبي ، وعبد الله بن الحصين بن المبارك الهمداني ، ويزيد بن أسلم بن عبد الله القرشي ، وعبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الملك من أهل الغوطة ، ومحمد بن عبد الرّحمن وكتب شهادته
__________________
(١) الزيادة عن خع.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.
(٣) بالأصل وخع : «جنبته» والمثبت عن المطبوعة ٢ / ١٥٠.
(٤) الزيادة عن خع.
(٥) في المطبوعة : ولي.
(٦) بالأصل : «يريده» والمثبت عن خع.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة ٢ / ١٥٠.
(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع ، وفي المطبوعة مكان هذه العبارة : وأشهد له بذلك.