ومحى الإخاء حقودهم فكأنّها |
|
طلل عفا بين الدّخول فحوملا (١) |
كلفوا بتجديد المودّة والندى |
|
لما رأوا أن الجديد إلى بلى |
فتراكضوا خيل السماح بدعوة |
|
أضحى دخان العود (٢) فيها القسطلا (٣) |
من كل فاد عرضه بنضاره |
|
يذر المؤمّل راحتيه مؤمّلا (٤) |
يبدي ندى يغني وحلما راجحا |
|
وسجيّة ترضي وقولا فيصلا (٥) |
نعم الجليس فإن غدا في خلوة |
|
فكأنّه فيها يجالس (٦) محفلا |
مقت الروافض والخوارج وانثنى |
|
يحبو القرابة والصحابة بالولا |
متمسّكا بالسنة البيضاء قد |
|
أضحى لها متقبّلا متقبلا |
ولقد وجدت لها معاني جمة |
|
لكن وجدت جوى (٧) أحزّ المقولا |
نزلت عليّ جبال همّ أقلقت |
|
قلبي بلا (٨) لوم له إن أجبلا (٩) |
إنّ الزمان أدار لي من ريبه |
|
كأسا جرعت بها السمام مثملا (١٠) |
ما زال يطرقني بيوم (١١) أيوم |
|
حتى رأيت الصبح ليلا أليلا |
وإذا غدا فكري أغم مجلحا |
|
لم يغد لي (١٢) شعرا أغرّ محجّلا |
أهوى لنظمي أن يكون منخّلا |
|
والهمّ يأبى أن يجيء منخّلا |
تالله لست بآمن في وصفها |
|
خطلا ولو إني فضلت الأخطلا |
لما أتاني الأمر منك بوصفها |
|
بادرت ممتثلا له متقبلا |
ووجدت الزامي بذاك مع الأسى |
|
عبئا فدحت به حسيرا مثقلا |
فابسط بفضلك عذر خلك إن بدا |
|
زلل فإنك لم تزل متفضلا |
وغريب وصفي قد أتاك مفصلا |
|
وسواه لا يأتيك إلّا مجملا |
__________________
(١) الدخول وحومل : موضعان. (٢) في خع : العمود.
(٣) عن خع وبالأصل «القنطلا» والقسطل : غبار الحرب.
(٤) في المطبوعة : الممولا.
(٥) القول الفيصل : الماضي ، المحكم.
(٦) في خع : تجالس.
(٧) بالأصل «أحر» وفي خع : أخر» وأثبتنا ما جاء في المطبوعة.
(٨) في خع : «فلا».
(٩) أي صعب عليه القول (قاموس). (١١) عن خع وبالأصل «بنوم».
(١٠) المثمل : السم المنقع (قاموس). (١٢) في خع : لم يعدل.