أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )(١) .
والصلاح هذا من أجلّ الصفات الحميدة التي وُصف بها أولياء الله المقرّبون ، كما تلاحظه في زيارة سيّدنا أبي الفضل العبّاس عليهالسلام المرويّ عن مولانا الإمام الصادق عليهالسلام جاء فيها : ـ
( السلامُ عليك أيّها العبد الصالح ... ) .
وفُسّر الذين يعملون الصالحات في تعبير القرآن الكريم بأمير المؤمنين والأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، وخواصّ شيعتهم كحمزة ، وجعفر ، وعبيدة ، وسلمان رضوان الله عليهم .
وقد بشَّر الله تعالى المؤمنين العاملين عمل الصالحات بأزهى البشائر ، وأعظم الفضائل في الدُّنيا والآخرة ، كما تلاحظها في آيات القرآن الباهرة(٢) حتّى عرّفهم بأنّهم هم الذين يرثون الأرض ، ونسبهم إلى نفسه ، وشرّفهم بأنّهم عباده في قوله تعالى : ـ
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )(٣) .
فيُسأل في هذا الدّعاء الشريف أن يحلينا الله تعالى بحلية الصالحين وزينتهم ، ويلبسنا ملبسهم الجميل الذي يسترهم عن العيوب ، حتّى تحصل لنا الأهليّة الكاملة ، ويتولّانا الله بولايته العظمى التي وعدها بقوله عزّ اسمه : ـ
( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ )(٤) .
والزينة : أعمّ من الحلية ، فهي تعمّ الحلية وتشمل حتّى اللّباس .
__________________________________
(١) سورة النحل : الآية ٩٧ .
(٢) راجع هذه الآيات المباركة وبشائرها الزاهرة في كتاب شيعة أهل البيت عليهمالسلام / الفصل الخامس .
(٣) سورة الأنبياء / الآية ١٠٥ .
(٤) سورة الأعراف : الآية ١٩٦ .