وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ـ
( ذلّلوا أخلاقكم بالمحاسن ، وقودوها إلى المكارم )(١) .
هذا .. وعلم الأخلاق من المفاهيم المتأصّلة الثابتة التي سارت مع سير الاُمم ، وواكبت جميع الحضارات .
لكن لم يكمل ولم يرشد هذا العلم والأدب إلّا في أخلاق الدِّين الإلهي الإسلامي من مذهب أهل البيت عليهمالسلام .
وقمّة الأخلاق الفاضلة هي أخلاق العترة الطاهرة سلام الله عليهم أجمعين .
فالمناهج الأخلاقيّة تختلف عند الطوائف والاُمم بين كونها جافّة مرهقة ، أو تابعة للأهواء المتحكّمة ، أو سائرة خلف التقاليد والنزعات ، أو غير موجبة لتزكية الروح وكمال النفس المطلوب منها ، ممّا يجرّدها عن الأصالة والواقعيّة ، ويفصلها عن تربية الإنسان على الخُلق الكريم ، وتهذيبه على الملكات الفاضلة والمحاسن الروحيّة .
حتّى الحضارات المعروفة التي اهتمّت بعلم الأخلاق وكتبت فيه الكتب كالمذاهب الفلسفيّة لم تبلغ مفهومه الواقعي ، ولم تصل إلى أثره الروحي .
فتلاحظ مثلاً أنّ ( سُقراط )(٢) يعرّف الأخلاق بأنّه هو : ـ
( أن يؤدّي كلّ فردٍ وظيفته بالنسبة إلى الأفراد الاُخرى )(٣) .
وأنت تعرف أنّ هذا شيءٌ حسن ، لكنّه ليس من الأخلاق ، بل هي الحياة الاجتماعيّة الطيّبة ، والوظيفة الإنسانيّة المطلوبة ، لا الحقيقة الأخلاقيّة .
__________________________________
(١) تحف العقول / ص ٢٢٦ .
(٢) فيلسوف يوناني من أثينا ، كان في القرن الرابع قبل الميلاد ، استاذ أفلاطون ، قيل عنه أنّه أحكم اليونانيّين [ الموسوعة العربيّة الميسرة / ص ٩٨٥ ] .
(٣) سير حكمت در اوربا / ج ١ / ص ١٥ .