فقد يؤدّي الإنسان وظيفته للآخرين ، ويراعي حقوق الآخرين لكن لا يكون في نفسه ذا مكرمة أخلاقيّة كالصبر والشجاعة .
وتلاحظ أيضاً أنّ ( هيجل )(١) يجعل الأخلاق عبارة عن : ـ
( اتّباع القوانين وإطاعتها ) بأنّ الإنسان الخلوق هو من كان من نيّته أن يطيع القانون .
وأنت تعرف أنّ هذا المفهوم أيضاً ليس من الأخلاق الكريمة ، بل هو من النظام الاجتماعي المتحاشى عن الشرّ والضرر .
فكم هناك من اُناس يلتزمون بكلّ القوانين والأنظمة لكن تراهم في غاية تكبّر النفس ، وخشونة الأخلاق ، وسوء الأدب .
والقانون لا يجلب حُسن الخُلق ، وإنّما يجلبه ويوجبه تهذيب الروح ، وتزكية النفس ، وتربية السجيّة .
والملحوظ للباحث المنصف ، والمتتبّع الخالي عن التعسّف ، أنّ الأخلاق الواقعيّة هي أخلاق الأنبياء والأوصياء المتّصلة بوحي السماء .
والأكمل الأفضل من الأخلاق الواقعي ، بل الكامل الوحيد من ذلك منحصرٌ في النهج الإسلامي ؛ المستمدّ من القرآن الكريم والمتمثِّل في أخلاق أهل البيت عليهمالسلام ، الذين كانوا المَثَل الأعلى والنمط الأرقى للأخلاق الطيّبة ، والسجايا الكريمة ، والشيم الفاضلة .
وهم الذين كانت سيرتهم الغرّاء ، وتعاليمهم الأخلاقيّة ، متّصفة بأصالة المبدأ ، وحكمة التوجيه ، وسموّ الغاية .
وهم القدوة والاُسوة ، والنموذج الصفوة في محاسن الخُلق ، ومكارم الأخلاق .
وبالتأسّي بهم ، والتعلّم منهم ، والاستضاءة بأخلاقهم ، يسمو الإنسان فرداً
__________________________________
(١) فيلسوف ألماني ، كان في القرن السابع عشر الميلادي ، وعلى أساس فلسفته قام المذهب المادّي [ الموسوعة العربيّة الميسّرة / ص ١٩٢٤ ] .