هذا ما يستفاد منه منتهى فضيلة العدل ، ومفخرة الاعتدال ، وسموّ هذه الصفة الشريفة .
واعلم أنّ للعدل هذا صدورٌ عديدة أفادها العلماء تتلخّص فيما يلي : ـ
١) عدل الإنسان مع الله تعالى ..
وذلك بالإيمان به ، وتوحيده وعدم الشرك به ، والإخلاص له ، وتصديقه ، وإطاعته ، وتصديق أنبيائه ، وأوصياء أنبيائه الحجج على خلقه(١) .
٢) عدل الإنسان مع والديه ..
بأن يطيعهم ويحسن إليهم ، ولا يقول لهم أفٍّ ولا ينهرهما ، ولا يكلّفهما أن يسألاه شيئاً ممّا يحتاجان إليه ، ولا يسمّيهما باسمهما ، ولا يمشي أمامهما ، ولا يجلس قبلهما ، ولا يستسبّ لهما ، ويصوم ويصلّي ويحجّ عنهما ، ويقضي دينهما ، ويستغفر لهما ، ويبرّهما حيّين وميّتين(٢) .
٣) عدل الإنسان مع ولده ..
وذلك بأن يُحسن اسمه وتربيته ، ويرىٰ نفسه مسؤولاً عن حُسن أدبه ، والدلالة على ربّه ، والمعونة له على الطاعة ، ويعمل معه عمل من يعلم أنّه مُثاب على الإحسان إليه ، ومعاقب على الإساءة إليه(٣) .
٤) عدل الإنسان مع زوجته ..
بأن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها له سَكَناً واُنساً ونعمةً ، فيكرمها ، ويُرفق بها ، ويُنفق عليها ، ويطعمها ، ويكسوها ، ويعاشرها بالمعروف(٤) .
__________________________________
(١) لاحظ حديث الحقوق من البحار / ج ٧٤ / ص ٣ .
(٢) لاحظ سفينة البحار / ج ٨ / ص ٥٨٥ .
(٣) لاحظ حديث الحقوق من البحار / ج ٧٤ / ص ١٥ .
(٤) لاحظ أمالي الشيخ الصدوق / المجلس ٩٥ / ص ٣٧٠ .