التي كانت النمط الفريد للخُلق السديد .
من ذلك ما تلاحظه فيهم : ـ
رسول الله صلىاللهعليهوآله كظمَ وعفى عن المرأة اليهوديّة التي سمّت الشاة له ،
وعن هبّار الذي روّع زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فألقت جنينها ،
وعن عبد الله ابن الزبعرى الذي كان يهجوه ،
وعن وحشي قاتل عمّه حمزة .
وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام كظمَ وعفى حين ظفر بعمرو بن العاص في صفّين ، وعبد الله ابن الزبير ، ومروان بن الحكم ، وعائشة في واقعة الجمل ، وهم من ألدّ أعداءه ، وكذلك كظم غيظه عن عمرو بن عبد ودّ العامري في شدّة حماس الحرب الذي يصعب فيها الكظم في واقعة الأحزاب .
والإمام الحسن المجتبىٰ عليهالسلام أيضاً ..
كان جالساً مع جمعٍ من الأشراف على طعام ، فجاء غلامه بطعامٍ حارّ فحبس الفرش رجلَه ، فصبّ الطعام على وجهه ورأسه دفعةً ، فنظر إلى الغلام نظر تأديب لا نظر تعذيب .
فقال الغلام : إنّ الله يقول : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) .
فقال له : قد كظمتُ غيظي .
قال : ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) .
فقال عليهالسلام : قد عفى الله عنك .
قال : ( وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
قال عليهالسلام : إذهب فأنت حرٌّ لوجه الله ، وعليَّ معيشتك .
فتعجّب من حلمه الحاضرون وقالوا : الله أعلم حيث يجعل رسالته(١) .
__________________________________
(١) مجموعة الأخبار / ص ٧٨ .