وهذه مجاهدة عظيمة وخليقة كريمة تحلّى به أهل البيت عليهمالسلام وأمروا به ، وربّوا شيعتهم وكرام مواليهم عليه .
كما تلاحظ في قضيّة المرحوم السيّد أبو الحسن الإصفهاني قدسسره :
حدّث بعض الأجلّاء أنّه كان هناك رجلٌ يسبّ السيّد بسبٍّ لاذعٍ وكلماتٍ نابية ، لا لشيء ، فإنّ السيّد لم تصل منه أذيّة إليه ، ولا تكلّماً عليه .
وكان ذلك الرجل له أيضاً شخصيّة اجتماعيّة ، لكنّه كان يحسد السيّد ، وكلّما ذكر السيّد أو ذُكر عنده كان يسبّه ، والسبّ يصل إلى السيّد وهو ساكت .
وذكر بعض الصلحاء الذي كان صديقاً للسيّد ولذلك الرجل أيضاً وقال : إنّي كنت أتألّم من هذا السبّ ، وكلّما أنهى ذلك الرجل لا يفيده .
وسألت من السيّد رحمهالله يوماً : ما العلاج ؟
فأجاب السيّد : العلاج بيدك ، انظر وانتظر لي مناسبةً لهذا الرجل حتّى أزوره .
قلت : أنت تزوره مع هذا السبّ والبذاء ؟!
قال : نعم أزوره .
ففرحت أنا من هذه الأريحيّة الطيّبة من السيّد التي تنحلّ معها المشكلة ، وتحيّنتُ الفرصة لهذه الزيارة الإصلاحيّة .
ومرِضَ الرجل يوماً ، وصار طريح الفراش ، وقام الناس بزيارته ، فأخبرت السيّد بذلك .
فقال السيّد : نعم أزوره أنا ، فخُذ لي منه موعداً لزيارته .
فجئت إلى الرجل ، وبدأتُ معه الكلام بلين ورفق ..
ثمّ قلت له : ألا تحتمل أنّ السيّد أيضاً يزورك الآن كما يزورك الناس ؟
قال الرجل : ـ كلّا ، السيّد لا يزورني ، لأنّه بلغه عنّي سبّي له ، وعداوتي معه ، فهو لا يزورني بتاتاً .