ذمّةً ، وألينهم عريكةً )(١) .
فمن حلية الصالحين وزينة المتّقين لين العريكة في المعاشرة مع الناس .
ليناً يكون في محلّه ، لا ضعفاً في الدِّين وتضعيفاً لشريعة سيّد المرسلين ، فيكون لين المؤمن مع المؤمنين لا مع المنافقين .
لذلك ترى في حُسن صفة المؤمنين قوله تعالى : ـ
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )(٢) .
وأمّا اللّين في غير محلّه المناسب فهو غير ممدوح بل مجتنبٌ عنه ، وليس من مكارم الأخلاق .
لذلك ترى مثال الخلق الكريم متجلّياً في الرسول العظيم حيث كان شديداً في ذات الله تعالى في قضيّة الخبيث سُمرة بن جندب بالنسبة إلى نخلة الأنصاري في حديث ( لا ضرر ولا ضرار ) ..
ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال :
إنّ سمرة بن جندب كان له عذقٌ ـ أي نخلةٌ بحملها ـ في حائط رجلٍ من الأنصار .
وكان منزل الأنصاري بباب البستان ، وكان يمرّ به إلى نخلته ولا يستأذن ، فكلّمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء ، فأبىٰ سمرة .
فلمّا تأبّىٰ ، جاء الأنصاري إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فشكا إليه ، وخبّره الخبر ، فأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله وخبّره بقول الأنصاري وما شكا ، وقال : إن أردت الدخول فاستأذِن .
فأبىٰ ، فلمّا أبىٰ ساومه حتّى بلغ به من الثمن ما شاء الله ، فأبى أن يبيع .
فقال صلىاللهعليهوآله : لك بها عذقٌ يُمدّ لك في الجنّة .
__________________________________
(١) سفينة البحار / ج ٢ / ص ٣٨٨ .
(٢) سورة الفتح : الآية ٢٩ .