فأبىٰ أن يقبل .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للأنصاري : إذهب فاقلعها ، وارمِ بها إليه ، فإنّه لا ضرر ولا ضرار(١) .
فتلاحظ أنّه لم يكن الموضع موضع لين مع ظلم سمرة للأنصاري ، وإصراره على الظلم ، ولجاجه على عدم الاستئذان ، وعناده مع الرسول صلىاللهعليهوآله حتّى مع نخلة الجنّة .
لذلك لم يلِن معه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بل أمر بقلع النخلة ، ورميها إليه ، دفعاً للضرر عن المؤمنين .
علماً بأنّ سمرة ممّن لم يخفَ خبثه ونفاقه .
وهو الذي بذل له معاوية أربعمائة درهم فروى كذباً إنّ قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )(٢) نزلت في عليّ عليهالسلام .
وأنّ قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )(٣) نزلت في ابن ملجم .
وهو الذي روى عنه ابن أبي الحديد أنّه كان في أيّام مسير الإمام الحسين عليهالسلام إلى الكوفة على شرطة ابن زياد ، وكان يحرّض الناس على الخروج إلى قتال الحسين عليهالسلام .
وهو الذي قال فيه ابن سيرين إنّه قتل في مدّة غياب زياد بن أبيه عن البصرة ثمانية آلاف ، فقال له زياد : أما تخاف أن تكون قتلت بريئاً ؟
فقال : لو قتلت معهم مثلهم ما خشيت .
وروى عنه ابن أثير أنّه قتل من قوم سوار العدوى سبعة وأربعين كلّهم قد جمع القرآن .
__________________________________
(١) الكافي / ج ٥ / ص ٢٩٢ / ح ٢ .
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٠٤ .
(٣) سورة البقرة : الآية ٢٠٧ .