وهو الذي ضرب ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآله ( القصوىٰ ) بعصاً على رأسها فشجّها(١) .
وعلى الجملة فاللّين مع الثلّة المؤمنة ـ لا مع مثل هذه الفرقة المنافقة ـ يعدّ من مكارم الأخلاق وعوالي الصفات .
وهذه الصفة الشريفة وإن كان تحصيلها صعباً ، لكن تسهل بعد الممارسة والتمرين .
فيحصل لين العريكة للإنسان في أقواله وأفعاله ، وفي جميع أدوار حياته ، ومع جميع معاشريه .
بالطلب من الله تعالى ، والاستشفاع بأهل البيت عليهمالسلام .
وحتماً تحتاج هذه الصفة إلى الطلب والعمل ..
إذا هي حصلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله برحمةٍ من الله تعالى فكيف تحصل لنا اعتباطاً .
قال تعالى : ـ ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ )(٢) .
وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله المَثَل الأعلى للين العريكة في سيرته الغرّاء ، وتلاحظ ذلك جليّاً في عشرته مع عائشة .
فبالرغم من إيذائها للرسول الأكرم ، وتجاسرها على مقامه الأعظم كان صلوات الله عليه وآله ليّناً معها ، معاشراً عشرة الحسنى قبالها .
حتّى أنّها تحاكمت مرّةً مع الرسول عند أبيها أبي بكر ، وقالت لرسول الله قبل أن يتكلّم : قُل ولا تقل إلّا حقّاً !
ورسول الله صلىاللهعليهوآله هو الذي لا ينطق عن الهوى ، ولا يقول إلّا حقّاً ، ولا يتكلّم باطلاً ، بصريح شهادة الخالق له ، الغنيّ عن شهادة المخلوقين ، بالآية المباركة : ـ
( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ )(٣) .
__________________________________
(١) لاحظ جميع هذه الفعال السيّئة من سمرة في سفينة البحار / ج ٤ / ص ٢٦٩ .
(٢) سورة آل عمران : الآية ١٥٩ .
(٣) سورة النجم : الآيتان ٣ و ٤ .