السرقة ، فيفتضح هو بعد ذلك .
والنبيّ صلىاللهعليهوآله هو الأمين المؤتمن حتّى عند الكفّار والمشركين .
وهو ذو الحقّ في أخذ القطيفة وغير القطيفة .
وهو نبيٌّ معصوم ، وأعظم شخصيّة ، وقائد المسلمين ، وصاحب القدرة التامّة ، ومع ذلك لم يستعمل أيّ قوّة ، وأبدى كلّ لين .
ومن لين العريكة لين الكلام الذي تراه ممدوحاً في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف ، ومن ذلك :
قوله تعالى : ( اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (٤٣) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ )(١) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : ـ
( عوّد لسانك لينَ الكلام )(٢) .
ومن وصيّته لابنه الإمام الحسن عليهماالسلام : ـ
( ولِنْ لمن غالَظَك فإنّه يوشك أن يلين لك )(٣) .
ومن المحسوس وجداناً حسن تأثير لين العريكة ، وطيب الكلام في النتيجة الحسنة ، والأثر الأكمل كما تلاحظه عمليّاً في التكلّم باللّين مع إسحاق الكندي صاحب الرأي الباطل ، ودعوى التناقض في القرآن ، حيث أثّر فيه الكلام اللّيّن ببركة الإمام العسكري عليهالسلام .
ففي حديث المناقب : ـ
( إنّ إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض
__________________________________
(١) سورة طه : الآيتان ٤٣ و ٤٤ .
(٢) غرر الحكم / ص ٣٣٤ .
(٣) بحار الأنوار / ج ٧٤ / ص ١٦٨ .