واُستاذ صاحب الجواهر ، صاحب المقام العلمي الشهري ، والدرجة المرجعيّة المعروفة ، حيث لُقِّب بشيخ الفقهاء ، ورئيس الإسلام ، لتضلّعه وإحاطته بفقه الإسلام وأحكام الشرع .
حكي عنه قدسسره أنّه تأخّر يوماً عن صلاة الجماعة التي كان يُقيمها ظهراً في أحد المساجد الشريفة في النجف الأشرف .
واستوجب هذا التأخير أن يقوم كلّ واحدٍ من المصلّين المأمومين فيُصلّي صلاة الظهر فرادىٰ ، لأنّهم يئسوا عن مجيء الشيخ .
وفجأةً دخل الشيخ كاشف الغطاء إلى المسجد ، ورأى جمعاً من المأمومين يصلّون فرادىٰ ..
فقال للباقين : أما كان فيكم رجلاً موثوقاً تصلّون خلفه ؟!
ثمّ التفت الشيخ إلى أحد التجّار الذي كان رجلاً صالحاً موثوقاً ، وكان هو أيضاً يُصلّي صلاة الظهر ، فاقتدى به الشيخ واقتدى به الباقون كذلك .
والتفت ذلك التاجر بعد الصلاة أنّ الشيخ اقتدىٰ به فخجل كثيراً ، وعرق من الخجل .
لكن الشيخ قال له : قُم فصلِّ العصر لنقتدي بك أيضاً .
فأبى ذلك التاجر ، فكان من الشيخ الإصرار على ذلك ، ومن التاجر الاستعفاء منه ، حتّى انتهى الكلام بأن قال له الشيخ : اختر أحد اثنين : إمّا أن تصلّي بنا العصر ، وإمّا أن تعطي مقداراً من المال للفقراء .
فتقبّل التاجر إعانة الفقراء ، وأعفاه الشيخ عن صلاة الجماعة لتقبّله عمل الخير وعون المؤمنين ، فقام هو وصلّى في المحراب(١) .
__________________________________
(١) لاحظ : الكنى والألقاب / ج ٣ / ص ٨٣ .