وبايع الضبّ ثمّ تاب ، ثمّ رجع إلى ظلمه وحضرَ قتل الإمام الحسين عليهالسلام .
وهذا الشخص متلوّن لا ثبات فيه ، بل فاسقٌ لا مبدأ له .
وقد اعترف بتلوّنه حتّى علماء العامّة عند ترجمة حاله .
قال عنه محمّد بن بحر الشيباني : ـ ( شبث بن ربعي تابع كلّ ناعق ، ومثير كلّ فتنة )(١) .
وقال عنه ابن حجر : ـ ( كان شبث مؤذِّن سجاح(٢) ، ثمّ أسلم ، ثمّ كان ممّن أعان على قتل عثمان ، ثمّ صحب عليّاً عليهالسلام ، ثمّ صار من الخوارج ، ثمّ تاب ، ثمّ حضر قتل الحسين عليهالسلام ، ثمّ كان ممّن طلب بدم الحسين عليهالسلام مع المختار ! ثمّ وُلّي شرطة الكوفة ، ثمّ حضر قتل المختار ، ومات في الكوفة في حدود الثمانين )(٣) .
ومن أمثلة التلوّن أبو هريرة الدوسي الذي صحب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان بمرأى ومسمع منه ما قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله في حقّ عليّ عليهالسلام وإمامته ووصايته ومقامه وفضله .
وهو الراوي لحديث إمامة الأئمّة الاثنى عشر عليهمالسلام بأبلغ متونه ، وهو قوله صلوات الله عليه وآله : ـ
( الأئمّة بعدي اثنى عشر ، أوّلهم عليّ وآخرهم المهدي ، وأنّهم لم يزالوا ما دام هذا الدِّين باقياً .
والذي نفس محمّد بيده لو أنّ رجلاً عبدَ الله ألف عام ، ثمّ ألف عام ما بين الركن والمقام ، ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم لأكبّه الله في النار ، كائناً من كان )(٤) .
__________________________________
(١) سفينة البحار / ج ٤ / ص ٣٦٨ .
(٢) سجاح : امرأة من بني تميم ، ادّعت النبوّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتزوّجت بمسيلمة الكذّاب .
(٣) سفينة البحار / ج ٤ / ص ٣٦٨ .
(٤) روي الحديث الشريف بأسانيد عديدة من طرق الخاصّة والعامّة ، تلاحظها في إحقاق الحقّ / ج ١٣ / ص ١ إلى ص ٤٨ ، وغاية المرام / ص ٦٩١ / إلى ص ٧١٠ .