وقد شهد يوم الغدير وسمع النصّ الجليّ في أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، ثمّ قوله صلىاللهعليهوآله : ـ ( اللّهُمَّ والِ مَن والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر مَن نصرَه ، واخذُل مَن خذلَه )(١) .
وبالرغم من ذلك نكصَ على عقبه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنكر فضل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وانضمّ إلى معاوية ، وصار من الذين جعل لهم معاوية أموالاً ليضعوا الحديث في الطعن على عليّ عليهالسلام ، كما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي(٢) .
وصار بعد تلك الصحبة النبويّة ، بدل أن يتعلّم عبادة الرسول صلىاللهعليهوآله صار ممّن يلعب بالشطرنج ويقامر بالسُدّر ، كما ذكره الجزري(٣) .
وبدل أن يتعلّم الأمانة من الرسول الأمين صار ممّن اختلس أموال المسلمين في البحرين ، كما ذكره الزمخشري(٤) . بل خان في أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله ، حتّى صرّح نفس علماء العامّة بكذبه وتزويره ؛ فقد أخرج الذهبي عن يزيد بن إبراهيم أنّه سمع شعبة بن الحجّاج يقول : ـ كان أبو هريرة مدلِّساً(٥) .
ونقل ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي أنّه قال : ـ كان أبو هريرة مدخولاً عند شيوخنا ، غير مرضيّ الرواية(٦) .
وحضر صفّين مع معاوية ، فصار يأكل مع معاوية ويصلّي خلف أمير المؤمنين عليهالسلام .
فسُئِلَ عن ذلك ، فقال : الصلاة خلف عليّ أتمّ ، واللّقمة مع معاوية أدسم ، والوقوف على الجبل أسلم .
__________________________________
(١) لاحظ : مجموعة الأسانيد الفائقة على التواتر من طريق الفريقين في كشف المهمّ للسيّد البحراني قدسسره .
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد / ج ٤ / ص ٦٣ .
(٣) النهاية لابن الأثير الجزري / ج ٢ / ص ٣٥٤ ، ثمّ قال : والسُدَّرْ لعبة يُقامر بها ، وهي فارسيّة معرّبة .
(٤) الفائق للزمخشري / حرف الهاء / مادّة هَرَرَ .
(٥) سير أعلام النبلاء / ج ٢ / ص ٤٣٨ .
(٦) شرح نهج البلاغة / ج ٤ / ص ٦٧ .