أليس كان هو السابق إلى الإسلام ، وكان إسلامه عن فطرة ، وإسلام الناس عن كفر(١) ؟
ألم يكن هو السابق إلى تفدية نفسه المباركة لرسول الله صلىاللهعليهوآله في ليلة المبيت بين أربعمائة سيف من المشركين ؟
وهل غيره سبق إلى الجهاد في سبيل الله ، والجُهد في طاعة الله ، والاجتهاد في عبادة الله ؟
ولقد أجاد كافي الكفاة الصاحب بن عبّاد في وصف أمير المؤمنين عليهالسلام في نثره وفي شعره .
قال في النثر الذي وصف به عليّاً وذكر نسبته إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله : ـ
( صنوه الذي واخاه ، وأجابه حين دعاه ، وصدّقه قبل الناس ولبّاه ، وساعده وواساه ، وشيّد الدِّين وبناه ، وهَزَم الشرك وأخزاه ، وبنفسه على الفراش فداه ، ومانَع عنه وحماه ، وأرغَمَ من عانده وقلاه ، وغسله وواراه ، وأدّىٰ دَينه وقضاه ، وقام بجميع ما أوصاه ، ذاك أمير المؤمنين لا سواه )(٢) .
وقال في شعره في غديريّته المعروفة في مدح أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنشدها كمحاورةٍ سُئل فيها فأجاب في ٢٥ بيتاً : ـ
قالت : فَمَنْ صاحبُ الدِّين الحنيف أجِب ؟ |
|
فقلتُ : أحمدُ خيرُ السّادةِ الرُّسلِ |
قالت : فَمَنْ بعدَه تُصفي الولاءُ له ؟ |
|
قلت : الوصيّ الذي أربىٰ على زُحلِ |
قالت : فَمَنْ باتَ مِن فَوق الفراشِ فَدىٰ ؟ |
|
فقلت : أثيتُ خلقِ اللهِ في الوَهَلِ |
__________________________________
(١) سُئل بعض العلماء : متى أسلم عليّ عليهالسلام ؟
فأجاب : ومتىٰ كفر ؟ حتّى يكون أسلم ، إنّه جدّد الإسلام .
فهو عليهالسلام وُلد على الإيمان وفطرة الإسلام ودين رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وجدّده في البعثة .
(٢) الكنى والألقاب / ج ٢ / ص ٣٦٨ .