فيلزم علينا الاقتداء بأهل البيت عليهمالسلام ، وتكميلاً للصفات الحسنة التي هي حلية الصالحين وزينة المتّقين ، وترويض النفس على الصبر عليها ، وعدم إبداء السخط منها ، لكي يحصل لنا الكمال بتلك الصفات ، والأجر بالصبر عليها ، وعدم الندامة من تركها .
فإنّ تركها يوجب الندم ، وإظهار السخط منها يوجب الخجل ، كما في قضيّة ذلك العالم المحقّق الذي أبدى السخط ، ولم يصبر عند تأخير حاجته ، فحصلت له الندامة .
فقد حكى بعض السادة الأجلّاء الثقات عن أحد العلماء المحقّقين الذي كان يؤلّف كتاباً في الدفاع عن أهل البيت عليهمالسلام الذي هو من أهمّ الوظائف الشرعيّة على علماء الدِّين ، وأصحاب القلم من المحقّقين .
فاحتاج هذا العالم في مصادر كتابه إلى كتاب كان نادر الوجود ، وكلّما بحث عنه في النجف الأشرف لم يعثر عليه ، وكان يعلم أنّه موجود في النجف ، لكن لم يعرف أنّه عندَ مَن .
فتوسّل بالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن يهيّئ له ذلك الكتاب ، بأن يُرشده في المنام أو في اليقظه إلى محلّ وجود ذلك الكتاب ، حتّى يستعيره ويستفيد منه وينقل عنه .
ودام التوسّل بالإمام عليهالسلام ستّة أشهر متواصلة ، لكن لم تحصل له النتيجة .
وبعد هذه المدّة الكثيرة ، وبينما هو أمام الضريح المقدّس ، وملتصقٌ به ، ويتوسّل بالإمام ويطلب منه الكتاب ويقول :
( أنت مولاي ، وتعلم بإذن الله تعالى أين يوجد الكتاب ، وأنا محتاج إليه ، فارشدني إلى موضعه ) .
بينما هو يقول هذا ، إذ سمع من الطرف الآخر
من الضريح المقدّس ، شخصاً