وعند موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
فمن زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي ، ومن زار فاطمة فكأنّما زارني ، ومن زار عليّ بن أبي طالب فكأنّما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنّما زار عليّاً ، ومن زار ذرّيتهما فكأنّما زارهما .
فعمد عمّار إلى العقد ، فطيّبه بالمسك ، ولفّه في بردة يمانيّة ، وكان له عبدٌ اسمه سَهم ابتاعه من ذلك السّهم الذي أصابه بخبير ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خُذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنت له ، فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبره بقول عمّار ، فقال النبيّ : انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخَذت فاطمة عليهاالسلام العِقد وأعتَقَت المملوك ، فضحك الغلام ، فقالت : ما يضحك يا غلام ؟ فقال : أضحكني عِظَمِ بركة هذا العقد ، أشبع جائعاً ، وكسى عرياناً ، وأغنى فقيراً ، وأعتق عبداً ، ورجع إلى ربّه(١) .
ومن مكارم أخلاقها سلام الله عليها دعاؤها في عبادتها للمؤمنين دون نفسها ، ففي حديث دلائل الإمامة : ـ
عن الإمام الحسن عليهالسلام قال : ـ رأيت اُمّي فاطمة قائمةً في محرابها ليلة الجمعة ، فلم تزل راكعةً ساجدة حتّى انفلق عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتُكثر الدّعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشيء .
فقلت : يا اُمّاه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيركِ ؟
قالت : يا بُنيّ الجار ثمّ الدار (٢) .
ومن طيب أخلاقها حسن سيرتها مع أمير المؤمنين عليهالسلام زوجها وابن عمّها ،
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٤٣ / ص ٥٦ .
(٢) دلائل الإمامة للطبري / ص ٥٢ .