ففي حديث البحار : ـ
قال عليّ عليهالسلام : ـ ( فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتُها على أمرٍ حتّى قبضها الله عزّ وجلّ ولا أغضبني ، ولا عَصَت لي أمراً ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان )(١) .
ومن لطف أخلاقها مشاطرتها خدمة البيت مع خادمتها فضّة ، وخدمتها بنفسها الطاهرة ، ففي حديث من لا يحضره الفقيه : ـ
أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال لرجلٍ من بني سعد : ـ
ألا أُحدّثك عنّي وعن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ؟ إنّها كانت عندي فاستقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها ، وطحنت بالرّحىٰ حتّى مجلت يداها ، وكَسَحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى دكَنَت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرٌّ شديد ...(٢) .
ومن كريم عشرتها عدم تكليفها أمير المؤمنين عليهالسلام بما يصعب عليه ، ففي حديث البحار : ـ
عن أبي سعيد الخدري ، قال : أصبح عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ذات يوم ساغباً ، فقال : يا فاطمة هل عندكِ شيءٌ تغذّينه ؟
قالت : لا ، والذي أكرم أبي بالنبوّة ، وأكرمك بالوصيّة ، ما أصبح الغداة عندي شيء ، وما كان شيء ، أطعمناه مُذ يومين إلّا شيء كنت أوثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين .
فقال عليّ : يا فاطمة ألا كنتِ أعلمتني فألفيكم شيئاً ؟
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٤٣ / ص ١٣٤ .
(٢) من لا يحضره الفقيه / ج ١ / ص ٣٢ .