فلمّا ولّى عنه دعاه ، قال له : أنصحك لطول الصّحبة ، ولك الخيار ، فإذا كان يوم القيامة كان رسول الله صلىاللهعليهوآله متعلّقاً بنور الله ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام متعلّقاً برسول الله ، وكان الأئمّة متعلّقين بأمير المؤمنين وكان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا ، ويردون موردنا .
فقال الغلام : بل اُقيم في خدمتك واُؤثر الآخرة على الدُّنيا ، وخرج الغلام إلى الرجل فقال له الرجل : خرجت إليَّ بغير الوجه الذي دخلت به ، فحكى له قوله وأدخله على أبي عبد الله عليهالسلام فقبل ولاءه ، وأمر بألف دينار ثمّ قام إليه فودّعه وسأله أن يدعو له ففعل .
فقلت : يا سيّدي لولا عيال بمكّة وولدي سرّني أن اُطيل المقام بهذا الباب فأذن لي ، وقال لي : توافق غمّاً ، ثمّ وضعت بين يديه حُقّاً كان له فأمرني أن أحملها فتأبّيت وظننت أنّ ذلك موجدة .
فضحك إليَّ وقال : خُذها إليك فإنّك توافق حاجة ، فجئت وقد ذهبت نفقتنا شطر منها فاحتجت إليه ساعة قدمت مكّة (١) .
__________________________________
(١) بحار الأنوار / ج ٥٠ / ص ٨٧ .