ناحية الامام ، هذا فضلا عن أن التمكين من الله والاجبار ينافي التكليف ، ولو جاز على الله تمكين الامام لجاز عليه قهر العباد على الطاعات ومنعهم عن المعاصي من غير واسطة الامام وفي هذا إلجأ ، بينما طاعة الامام إمتثال لاوامر الله تعالى ونواهيه دون قهر على الطاعة أو على الامتثال} (١).
وأنت ترى هذا كله حيث أن جواب العلامة (قدس). الذي نقله فيه الكفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد فلا مجال لقوله بعد ذلك {غير أن الحلي قد بسط وجهة نظر الشيعة ولم يفند انتقادات أهل السنة التي لا تزال قائمة ، يقول الرازي : إن الواحد منا إذا احتاج إلى هذا الامام ـ غير المتمكن ليستفيد منه علما أو دينا أو يجلب بواسطته إلى نفسه منفعة أو يدفع عنها مضرة ، فلو أتى أي حيلة كانت لم يجد منه البتة أثرا ولا خبرا ، وإذا كان المقصود من نصب هذا الامام إما منفعة دينية أو دنيوية فالانتفاع يعتمد على إمكان الوصول إليه ، فلما تعذر ذلك تعذر الانتفاع به ، وإذا تعذر الانتفاع به لم تكن في نصبه فائدة أصلا ، فكان القول بوجوب نصبه عبثا.
والخوف من الامام مشروط بوجوده ، لان الخوف من المعدوم محال فيستحيل حصول الخوف منه مع تجويز عدمه} (٢).
لاننا لا نقول بذلك مطلقا بل نقول إن أحد الاوجه من الانتفاع به هو إمكان الوصول إليه أما الحصر بهذا الوجه فلا ، والفرق واضح.
وإذا توقفنا على هذا الوجه فاتت فائدة أنبياء كثيرين في فترات كثيرة فهذا موسى ـ على نبينا وآله وعليه السلام ـ ترك قومه وذهب يناجي ربه فهل بقي على نبوته في تلك الفتره أم انزاحت منه النبوة بذهابه ، وعدم تمكنهم من الوصول إليه؟! وما فائدة بقأه نبيا في تلك الفترة؟!
__________________
(١) المصدر نفسه / ص ٧٥.
(٢) المصدر نفسه / ص ٧٦.