قلتها؟! لكان قد رماه بمشاقصه) (١).
وكذلك بين قوله الاول وبين أمره بقتلهم؟!
إذ أنه دعا أبا طلحة الانصاري ، وقال له : (انظر يا أبا طلحة ، إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلا من الانصار حاملي سيوفكم فخذ هؤلا النفر بامضأ الامر وتعجيله ، واجمعهم في بيت ، وقف باصحابك على باب البيت ، ليتشاوروا ويختاروا واحدا منهم ، فإن أتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه ، وأن اتفق أربعه وأبى إثنان فاضرب أعناقهما ، وإن اتفق ثلاثة وخالف ثلاثة ، فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن فارجع إلى ما قد اتفقت عليه ، فأن أصرت الثلاثة الاخرى على خلافها فاضرب أعناقها.
وإن مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على أمر ، فاضرب أعناق الستة ، ودع المسلمين يختاروا لانفسهم) (٢).
وما هذا التقسيم؟!!
وما وجه ترجيح عبد الرحمن وهو قد خاطبه قبل ذلك (ولكن ليس يصلح هذا الامر لمن فيه ضعف كضعفك ، وما زهرة وهذا الامر؟!!) (٣).
وكيف سيختار المسلمون لانفسهم؟!
إلى غيرها من الاستفسارات التي لا تجد جوابا أصلا لا في مسألة الشورى ونظريتها ، ولا في أطروحة عدم التعيين.
وانظر إلى قوله أولا (وقد رأيت أن اجعلها شورى بينهم ليختاروا لانفسهم). تجد العجب.
هل جأ بذلك ملك كريم؟! أم أنه أخذه عن رسول الله صلى الله عليه واله؟!!
__________________
(١) نفس المصدر السابق / ص ٩٢.
(٢) ـ (٣) نفس المصدر السابق ..