بابن أبي زيد نقيب البصرة في سنة عشر وستمائة من كتاب السقيفة لاحمد بن عبد العزيز الجوهري ، قال : ـ
(لقد صدقت فراسة الحباب ، فإن الذي وقع يوم الحرة ، وأخذ من الانصار ثأر المشركين يوم بدر) (١).
ثانيا : لا يمكن له صلى الله عليه وآله ولا ينبغي له أن يترك آله وذريته ، عرضة لاطماع الطامعين والموتورين كذلك.
ولذا أتم ابن أبي الحديد المعتزلي نقله بقوله : ـ
(ثم قال لي : ـ ومن هذا خاف رسول الله صلى الله عليه وآله على ذريته وأهله ، فإنه كان عليه السلام ـ وآله ـ قد وتر الناس وعلم إن مات وترك ابنته وولدها سوقة ورعية تحت أيدي الولاة ، كانوا بعرض خطر عظيم ، فمازال يعزز لابن عمه قاعدة الامر من بعده ، حفظا لدمه ودمأ أهل بيته ، فإنهم إذا كانوا ولاة الامر كانت دماؤهم اقرب إلى الصيانة والعصمة مما إذا كانوا سوقة تحت يد وال من غيرهم ، فلم يساعده القضأ والقدر (٢).
وكان من الامر ما كان.
ثم أفضى أمر ذريته فيما بعد إلى ما قد علمت.) (٣).
ثالثا : لا يمكن له صلى الله عليه وآله أن يترك ابن عمه ، وناصره في المواطن كلها لهذا الخطر العظيم.
(قرأت في كتاب صنفه أبو حيان التوحيدي في تقريظ الجاحظ.
__________________
(١) ابن ابي الحديد / شرح النهج / ج ١ / ص ١٨٤ ـ ١٨٥
(٢) تمعن في عبارته ، لتجد الحق واهله .. لم لم يساعده القضاء والقدر؟! هذا من عجائب الامر وغرائبه.
(٣) ابن ابي الحديد / شرح النهج / ج ١ / ص ١٨٥ ..