وبما أن الله سبحانه وتعالى قد أمر الذين آمنوا بذلك مطلقا ، والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ، فيجب أن يكون الرسول محض نور وأولوا الامر نورا مثله كذلك ، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كانوا معصومين.
فباضافة هذا إلى ذاك نعلم من أن الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، والذين حصر الباري عزوجل ولاية المؤمنين بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وبهم ، ما هم إلا أولوا الامر الذين أمر الذين آمنوا أن يطيعوهم كما يطيعون الله ورسوله.
وبهذا تكتمل الصورة ، الطرف الاول الولاية لهؤلا والاخر الاطاعة لهم.
ولو تتبعنا تفاسير المسلمين قاطبة وأسباب النزول لعلمنا من هم أولئك القوم.
بالاضافة إلى ورود سنة متظافرة من رسول الله صلى الله عليه وآله إن لم تكن متواترة توضح هذه الولاية بصورة أوضح واصرح ، بظروف مناسبة لذلك جدا ، وبهذا يتبين أنه حتى لو وجدت تفاسير أخر لقوم آخرين ستكون محكومة بالخيبة والكذب ، لتوافق الكتاب في أكثر من مورد ، مع الروايات لكلا الطرفين وهما ما اجتمعا عليه على أن ذلك لهؤلا وليس لاولئك ، وقد تمت الحجة.
ومن هنا نرى وضوح يوم الغدير وضوحا تاما.
وقد ذكر المفسرون وعلمأ الفريقين أن هاتين الايتين المباركتين آية الولاية الاطاعة نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، حتى أنه نقل الاجماع من بعضهم في ذلك كالقوشجي في مبحث الامامة من كتاب شرح التجريد (١).
__________________
(١) ومن اراد معرفة المصادر الكثيرة لذلك فليراجع كتاب نظريه عدالة الصحابة للاستاذ احمد حسين يعقوب / ص ١٩٠ وص ١٩١ ففيه ما يبغى. وقد اخترنا هذا الكتاب بالذات لانه اثبت للقلب واكثر اطمئنانا لان مؤلفه كان من مفكري ومثقفي اخواننا السنة والذين زادوا هدى اخيرا فاتبعوا الصراط المستقيم فنطق بالحق وبه جاء.