المرفقين [مرّتين] ، ثمّ مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ، ثمّ ذهب بهما إلى قفاه ثمّ ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ فيه ثمّ غسل رجليه (١).
الإسناد الثالث
وأخرج البغوي بسنده إلى مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه أنّ رجلا قال لعبد اللّٰه بن زيد بن عاصم ـ وهو جد عمرو بن يحيى ـ وساق مثل ما تقدم (٢).
المناقشة
تكلمنا سابقا عن رجال هذه الأسانيد ، إلّا عمرو بن يحيى الذي ضعّف حديثه ابن معين فضلا عن عدم توثيقه له.
قال الدارمي عن ابن معين : صويلح وليس بالقوي (٣).
وقال ابن طالوت عن يحيى بن معين أيضا : ضعيف الحديث (٤).
وقال إسحاق بن منصور عنه أيضا : صالح (٥).
نعم حكى معاوية بن صالح عن ابن معين أنّه قال : ثقة إلّا أنّه اختلف عليه في حديثين (الأرض كلها مسجد ، وكان يسلّم عن يمينه) (٦) وهذه الحكاية عن يحيى بن معين كاذبة في نفسها ، لأنّ الراوي الكبير إذا اختلف عنه في حديثين ، أو أكثر منه لا يقال عنه ضعيف الحديث أو صويلح أو ليس بالقوي ، لأنّه ما من إمام من أئمة الحديث إلّا واختلف عنه في عدة أحاديث.
فقول ابن معين «ضعيف الحديث» يشير إلى كونه ضعيفا في الحديث على الدوام كما هو واضح ونشير أيضا إلى أنّنا لم نعثر على من وثق معاوية بن صالح (٧).
__________________
(١) المصنّف لعبد الرزاق ١ : ٤٤.
(٢) شرح السنّة للبغوي ١ : ٢٩٩.
(٣) تهذيب التهذيب ٨ : ١١٩ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٢٩٣. الكامل في الضعفاء ٥ : ١٣٩.
(٤) هامش تهذيب الكمال ٢٢ : ٢٩٨.
(٥) الجرح والتعديل ٦ الترجمة ١٤٨٥.
(٦) مقدمة فتح الباري : ٤٣٢.
(٧) انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٢٨ : ١٩٤.