وأبو بكر وعمر .. وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .. فإن كنت لأرجو أو أظن أن يجعلك الله معهما.
البخاري ٤ | ١٩٧ ، ومسلم ٢ | ١٨٥٨ ».
أقول :
ولعل وجود هذه الخطبة في « نهج البلاغة » هو السبب في قول بعضهم بأن أكثره من كلام الإمام عليهالسلام ، فهم من جهة لا يتمكنون من إنكار أصل الكتاب ، ومنجهة أخرى لا يتمكنون من تصديق الخطبة الشقشقية ، لأنها ـ في الحقيقة ـ تهدم أساس المذهب الذي هم عليه :
يقول الشيخ محمّد محيي الدين عبد الحميد : « وليس من شك عند أحد من أدباء هذا العصر ، ولا عند أحد ممن تقدمهم ، في أن أكثر ما تضمنه نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام. نعم ليس من شك عند أحد في ذلك ... » (١).
لكن الدليل على كونها من كلامه هو التعرض لها أو ذكرها في كلمات العلماء السابقين على الشريف الرضي والمتأخرين عنه ، من إمامية ومعتزلة وسنة ، وإن شئت التفصيل فراجع (٢).
وأما أنها تتناقض وما رواه القوم عن الإمام عليهالسلام في الثناء على الشيخين وغيرهما ، فالجواب عن ذلك :
أولا : إن الخطبة مروية عند الشيعة وغيرهم ، فهي متفق عليها ، وما رووه عن أمير المؤمنين عليهالسلام من الثناء عليهم متفردون بروايته ، ولا تعارض بين المتفرد به والمتفق عليه.
__________________
(١) لاحظ مقدمة شرحه على « نهج البلاغة ».
(٢) مصار نهج البلاغة وأسانيده.