الحافز على تأليف الكتاب
ذكر المؤلف في مقدمة كتابه السّبب الذي حدا به إلى تأليف هذا الكتاب ، وبيّن أنه ألّفه بناء على رغبة بعض الطّلبة (متابعي الدّراسات الشّرعية والنقلية عامّة) لاستدراك أوهام قد تقع في الأذهان من أخطاء وأوهام ودسائس تصدر عن فئات معيّنة : «من غثاء الفرق المفضّلين من أوباش المعطّلة الضالّين وأرذال اليهود والنّصارى ، ومقلّدة المؤرّخين والقصّاص المجازفين الجاهلين بحقيقة النبوّة».
وقصد المؤلّف إلى إرشاد القارئ إلى معرفة حقيقة النبوّة ، وبيان ما يجوز على الأنبياء وما يستحيل ، وما يجب من توقيرهم ، وتدقيق النّظر في استخراج مناقبهم ، ومعرفة ما أوجب الله على الناس من التفقه في القرآن لتوحيد الله تعالى وتنزيهه ، ووصف أنبيائه الذين اصطفى بالصّدق والعصمة والتنزيه من الخطأ والخطل ، وما جاءوا به من شعائر العبادات ، وأخبروا به من المغيّبات ، وما وعظوا به ، والنظر في الفرق بين الحلال والحرام والأمور المشتبهات ...
ووقف المؤلّف عند قضايا يستغلّها الملاحدة وضعاف النفوس من القصّاصين والمؤرّخين (ونضيف اليوم إليهم بعض كتّاب القصّة والرواية والمسرحية الذين يسوؤهم تاريخ الأنبياء وصدق الرّسالات) (١) إلى غير هؤلاء ممّن يصح التّحذير منهم والتّنبيه على آرائهم الفاسدة وعقائدهم ، ونبّه إلى الخطأ ، أو الأخطاء التي يقع فيها المرء عن جهل أو عن نفاق حين يقصد إلى أقوال وأفعال للأنبياء قد يتخيلها مثالب في حقّهم ، فإذا فعل فإنه يهلك ويهلك من حيث لا يشعر.
__________________
(١) على أنّ في الأدباء المعاصرين من أجاد الكتابة ـ مسرحيّة وقصة وشعرا ـ في هذا المجال ، عن علم ونفاذ واستيعاب لحقيقة الحضارة العربية الإسلامية والتراث العريق مثل علي أحمد باكثير ، وعبد الحميد جودة السحّار ، ومصطفى صادق الرافعي ، وعلي الجارم ، وعزيز أباظة ، وعمر أبو ريشة ، وغيرهم.