فصل
وأما التّفصيل فأضعاف لا يكاد يحصرها العدد ظاهرا وباطنا على حسب ما تقدّمت القسمة ، فأمّا ظاهر اللّفظ المفروض فهو ثلاث : أم القرآن وتكبيرة الإحرام والسّلام ، على ما صح في المذهب من غير خلاف من خالف في بعضها ، على أنّ من خالف في بعضها لم يختلف في كونها طاعة ، وغرضنا إنما هو تكثير الطاعات وتضعيف الأجور عليها.
فأما عدد حروف أم القرآن بالمضاعفة المشدّدة منها وحروف المدّ واللّين فمائة حرف وأحد وعشرون حرفا ، اضربها في سبعة عشر الّتي هي عدد ركعات اليوم واللّيلة صار منها ألفا حرف وسبعة وخمسون حرفا ، فأضف لها عدد حروف تكبيرة الإحرام والسّلام اللّذين هما أحد وعشرون ، بحرفين مشدّدين وحرفين ممدودين ، صار الكلّ ألفين ومائة واثنين وستّين حرفا ، فأضف لها الأفعال المفروضة التي هي مائة فعل وتسعة عشر فعلا صار العدد ألفي فرض ومائتي فرض وأحدا وثمانين فرضا ، ضف (١) لها فرض التّوجّه إلى القبلة قياما وقعودا سبعين مرّة ، صارت ألفين وثلاث مائة وأحدا وخمسين فرضا ، فإذا صحّ هذا العدد ضف له ضعفيه من النّيّات عند فعلها والعلوم بها إذ لا يصحّ عمل منها إلا بنيّة وعلم ، صار منها سبعة آلاف فرض وثلاث مائة وخمسون فرضا ، ضف لها ضعفها في السّنين أقوالا وأفعالا ونيات وعلوما صارت أربعة عشر ألف طاعة وسبع مائة طاعة ، تتضمّنها الصّلوات الخمس في كلّ يوم وليلة.
على أنّ السّنن أكثر عددا ، لكن قصدنا الاختصار بالحذف وليتقابل التّضعيف فيسهل العدد ضاعفها بعشرة أمثالها من الأجور عليها ، إذ قد صحّ وثبت أنّ الحسنة بعشرة أمثالها (٢) ، صارت مائة ألف حسنة وسبعا وأربعين ألف حسنة. ثم إنّ هذا العدد
__________________
(١) كرّر المؤلف رحمهالله الفعل بهذه الصّيغة في هذا الكتاب.
(٢) انظر الحاشية ذات الرّقم : ١ من هذا الفصل من الكتاب.