نجيت يا رب نوحا واستجبت له |
|
في فلك ماخر في اليم مشحونا |
وعاش يدعو بآيات مبينة |
|
في قومه ألف عام غير خمسينا |
فمشحونا حال من فلك المخصص بالوصف بعده أو بالإضافة نحو قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [فصّلت : ١٠] فسواء حال من أربعة المخصص بإضافته إلى أيام
______________________________________________________
على ما تقدم. قوله : (نجيت الخ) معناه نجيت يا رب نوحا من الغرق في الطوفان واستجبت له دعاءه على قومه بقوله : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ) [نوح : ٢٦] الآية في سفينة شاقة للبحر بسيرها مع صوت مملوءة بما أمرته بحمله فيها وعاش في قومه ألف عام إلا خمسين يدعوهم للإيمان بآيات وعلامات مظهرة لصدقه وصحة دعواه وعلى قراءة مبينة بفتح الياء فالمعنى مكشوفة موضحة والسفينة كانت من خشب الساج وركوبه عليها كان لعشر ليال مضت من رجب وخروجه منها كان يوم عاشوراء من المحرم واستقرارها كان على الجودي من الموصل كما هو معلوم لمن له إلمام ومعرفة بالتفسير وإعرابه : نجيت : فعل وفاعل. يا رب : حرف نداء. ورب : منادى منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليها ونوحا : مفعول به لنجيت والمتعلق محذوف أي من الغرق في الطوفان واستجبت. الواو : للعطف وما بعدها فعل وفاعل وله متعلق به والمفعول محذوف أي استجبت له دعاءه على قومه وفي فلك : بضمتين للضرورة متعلق بنجيت وإنما كانت الحركة الثانية ضمة للاتباع أو بمحذوف حال من نوحا والفلك مما جاء للمفرد الجمع وتقدم أن حركات الجمع غير حركة المفرد وماخر صفة لفلك وفي اليم متعلق به ومشحونا حال من فلك وعاش : الواو للعطف وعاش : فعل ماض ، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو يعود على نوح ، ويدعو : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير نوح. والجملة في محل نصب حال من فاعل عاش ، ومفعول محذوف مع متعلقه أي قوما للإيمان وبآيات متعلق بيدعو ومبينة صفة لآيات وفي قومه متعلق بعاش والهاء : مضاف إليه ، وألف مفعول عاش ، وعام مضاف إليه ، وغير منصوب على الحالية وخمسين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وألفه للإطلاق والله أعلم. قوله : (فمشحونا الخ) ويحتمل أنه حال من ضمير ماخر فلا شاهد فيه حينئذ ، قوله : (بالوصف بعده) أي وهو ماخر. قوله : (أو بالإضافة) معطوف على قوله بالوصف. قوله : (في أربعة أيام) متعلق بقوله : جعل أي خلق الله الأرض الرواسي أي الجبال