وحرفا مثل حرف الواو فهو يأتي عاطفا ما بعده على ما قبله ، ويأتي جارا لما بعده مثل واو رب ، ويأتي واو القسم في أسلوب القسم وهكذا حيث كان يحدد كنه كل حرف ووظيفته اللغوية والإعرابية مما يضفي على دراسته وتناوله للحروف الهجائية شيئا من التكامل بين اللغة والنحو.
وهو في كل ما سبق يضرب الأمثلة ويشرح السبب ويقنع بالحجة على وجاهة منطقه وحسن تعليله لما توصل إليه من أحكام لا تحتمل اللبس أو التأويل متخذا من كتاب الله ، وسنة رسوله ، وشعر العرب الذي ساقوه في دواوينهم الدليل على ما يسوقه ويقدمه ، وهذا ما جعل الكتاب يزخر بالأمثلة المتنوعة.
بل وأحيانا يفند آراء غيره ويرد عليهم من كلامهم الذي يقدمونه دليلا عليهم لا لهم ، وهو في ذلك كله يعتمد على رجاحة عقله وسديد رأيه.
ونجده أحيانا يسوق آراء اللغويين والنحويين ثم يجتهد فيفندها ويسوق رأيه الخاص المستقل غير مكتف بالرد عليهم أو تفنيد آرائهم فقط.
وبعد ،
عزيزي القارئ فهذا ما عنّ لنا من خلال دراستنا وتحقيقنا لكتاب ابن جني.
أما منهجنا الذي اتبعناه في التحقيق فقد قمنا بشرح الغريب والشاذ مع تفسير وشرح بسيط للشاهد الذي ساقه ابن جني أو غيره ممن يرد عليهم مع إعراب هذا الشاهد لنترك للقارئ العزيز في النهاية الحكم له أو عليه ، أي إننا سرنا في محاور عدة أهمها :
١ ـ تحقيق الكتاب من خلال المخطوط.
٢ ـ شرح الغريب في الشاهد.
٣ ـ شرح الشاهد ككل إن كان آية قرآنية أو حديث شريف أو بيت من الشعر.
٤ ـ إعراب ذلك الشاهد على وجوهه المختلفة إن كان له أكثر من وجهة إعرابية ، وذلك حتى يتسنى للقارئ أن يقدم على قراءة الكتاب بشيء من السهولة واليسر.
ولم نتعمد أن نثقل عليك أيها القارئ العزيز بمقدمة طويلة نضرب فيها الأمثلة على ما سقناه من تحليلنا لكتاب ابن جني ، ذلك أن ما قدمناه سنتناوله بالشرح والتعليق