ونتساءل : إذا ما هي تلك الحقائق؟
قبل الإجابة نذكّر بأن للقرآن ظهرا وبطنا ، وأنّ لتفسير آياته أوجها لا يرى الواحد منا إلّا بعضها فيزعم ان الآخرين على خطأ ، وقد يكون الجميع على صواب نسبي.
وهكذا قد تكون الكثير من الأقوال هنا صحيحة ، دون أن يعني أن غيرها باطل.
قالوا : الأحرف هذه أسماء للسورة التي فيها.
قالوا : انها أداة تنبه تشجع المستمعين لمتابعة الانتباه ، والتفكير فيها وفيما بعدها.
وقالوا : انها تدل على انقطاع معنى ما واستئناف كلام جديد.
وقالوا : ان الله اثنى على نفسه بها ، وانها اشارة الى أسمائه الحسنى ، حتى روي في الأدعية مناجاة الرب بها حيث جاء (يا كهيعص) (يا حم عسق).
وقالوا : انها احتجاج على العرب حيث ان القرآن تحداهم بكتاب الف من هذه الأحرف فلم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
وقالوا : انها قسم لأنها مباني كتبه ، ووسائل النطق بين العباد ، أو لم يقل ربنا : «ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ».
وقالوا : انها معجزة البلاغة حيث لم يقصد العرب الاستفادة من هذه الأحرف هكذا من قبل وقالوا غير ذلك مما يرجع جزئيا الى بعض ما ذكرت.