ونقول بلى ولكن لا يعني إثبات رأي ونفي ما عداه.
كذلك لا بأس أن تكون الأحرف أسماء للسور ، وفي ذات الوقت تشعر بانتهاء فصل قرآني وبداية فصل آخر ، وتكون أيضا تذكرة وتنبّها تحرّض الفكر وتثير دفينة العقل وسبات الضمير. وتكون إشارات لأسماء الله ، إذ ان أظهر شيء في السماوات والأرض هي أسماء الله ، والأحرف تشير إليها قبل غيرها. فإشارة الالف الى لفظ الجلالة (الله) أوضح من إشارته الى الأسد مثلا. وإذا كانت إشارة الى أسماء الله الحسنى فان القسم بها مناسب جدا. ومع ذلك فانها اعجاز قرآني ، بدأ العرب بشيء جديد لم يعهدوا مثله.
وفوق ذلك إنّ فيها أسرارا سوف يكتشف الإنسان بعضها مع تقدم المعرفة.
وهكذا تكون هذه الأحرف إشارات بين الربّ وبين من ارتضاه لغيبه.
وجاء في الأثر :
١ ـ في تفسير الامام ان معنى الم : «ان هذا الكتاب الذي أنزلته هو الحروف المقطعة التي منها الف لام ميم ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم فاتوا بمثله إن كنتم صادقين» (١)
٢ ـ القمي عن الباقر (ع): «هو حرف من اسم الله الأعظم المقطوع يؤلفه الرسول والإمام عليهما السلام فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب» (٢)
__________________
(١) تفسير الصافي ، المولى محسن الفيض الكاشاني ج ١ ص ٩١
(٢) المصدر ج ٤ ص ٣٦٦