ثانيا : عن خلق الله للحياة وللعالم. وخلق الله للإنسان تزويده بالعلم وتحميله مسئولية الاختيار بعد ان زوده بالإرادة أيضا. ثم قصة الخطيئة الاولى حيث يوجزها القرآن هنا والعوامل المؤدية إليها ..
ثالثا : عن ان الإنسان اليوم مزود أيضا بالعلم والارادة وعليه ان يتحمل مسئولية اعماله ..
وهذه بالطبع عبرة القصة السابقة. وخلال عرض القرآن هذه المراحل ، يكشف لنا عن حقائق كبيرة اخرى.
بينات من الآيات :
[٢٦] اخطر شيء يهدد قدرة الإنسان على التفكير السليم هو الاستياء وهو حالة نفسية. تسجن العقل في زنزانة الذات وتصور له ان الفكر الصحيح والرأي السليم هو ما يصنعه خيال الإنسان نفسه ، وان الحياة لا عبرة فيها ولا معرفة. وهناك يستكبر الإنسان على تعلم التجارب الجديدة وعلى الاستفادة من تجارب الآخرين أو الانفتاح على معارفهم وعلومهم. ولكي يصور لنا هذه الحالة وأثرها السلبي في قدرة الإنسان على التفكر السليم ، يحدثنا عن قصة البعوضة انها صغيرة ومتواضعة ولكنها قد تعلمنا أشياء كثيرة.
فاذا استكبرنا وقلنا ما قيمة البعوضة حتى نتعلم منها ، فإننا سوف لا نفهم شيئا الى الأبد وإذا طرحنا المسألة بشكل آخر وقلنا نحن جهلاء والعلم ينفعنا وما يضرنا لو أخذنا العلم من هذه البعوضة.
ولكن كيف ولماذا يستكبر البعض فيضلون وينحرفون؟
الجواب .. ان سبب الضلال ، هو الفسق ، فالفاسق الذي لا يراعي حقوق