الذين يؤمنون يستفيدون من البعوضة لأنهم يقدرون الحق ويقدسونه. وامّا الكافرون فيستكبرون فيتوغلون في الكفر.
(وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ)
من هم الفاسقون؟ في الآية التالية شرح لذلك.
[٢٧] للفاسقين صفة نفسية واحدة. هي عبادة الذات. ولها مظاهر عملية كثيرة أبرزها ثلاثة :
الف : نقض العهد :
(الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ)
فهم لا يحترمون عهد الله ويضعون أنفسهم فوق العهد المقدس.
باء : (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)
فلا يؤدون حقوق الناس من القربى واليتامى والمساكين وغيرهم ، ولا يحترمون حرمات الناس التي يجب ان تراعى ، بل يدوسون عليها سعيا وراء مصالح ذواتهم وشهوات أنفسهم.
جيم : (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)
فلا يحترمون الحياة أبدا. فقد يحرق حقلا كاملا لكي يتمتع لحظة واحدة بمنظر النار تلتهم رزق الملايين. ان هذه الفئة لا تحترم الله ولا الإنسان ولا الطبيعة. لأنها لا ترى قدرا يغير ذاتها. وهؤلاء هم الذين يضلهم الله ، لأنهم وضعوا أنفسهم في معتقل أنفسهم فلم يبصروا الّا مصالحها. فكيف يمكن ان يفهموا الحياة ، هل