الرسل الذين يرسلون لنصرة المؤمنين ، وإنزال السكينة عليهم. وهي تدل على ان الطبيعة وكلّ بها الملائكة. وهكذا سخر الله الطبيعة للبشر بعد ان زوّده بالعلم واسجد الملائكة لآدم عليه السلام بسببه
[٣٤] (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)
السجود هنا رمز الخضوع كما كانت الملائكة موكلة بالقوى الطبيعية في الحياة. وامر الطبيعة ان تسخّر للإنسان فاستجابت كلها ، ولكن بعضها لم يستجب فما هو ذلك البعض يقول الله سبحانه :
(فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ)
من هو إبليس ، ولماذا لم يسجد ، ولماذا استكبر؟ في الآيات التالية اجابة لهذه الأسئلة ولكننا نستبق السياق لنقول : ان لكل جانب من قوى الطبيعة ملكا موكلا به ، والملائكة كلهم سجدوا لآدم ، ومن خلالهم سخّرت قوى الطبيعة كلها للإنسان (بالعلم) ، ولكن هنالك ما وكل بقوة طبيعية لم يسجد للإنسان ، وعلى الإنسان ان يخضعه وليضمن سجوده فمن هو؟ وماذا يمثل من الطبيعة؟
انه إبليس ، الموكل بطبيعة الإنسان ذاته (النفس الامارة بالسوء).
فاذا اخضع الإنسان طبيعته التي وكلّ بها إبليس ، وجعلها تسجد له انئذ استطاع ان يسخر الحياة كلها.
بيد ان أكثر الناس يغفلون عن هذه الحقيقة فتصرعهم طبيعتهم ، ومنهم بالطبع أبونا آدم في قصة الخطيئة الاولى فلننظر كيف صرعته طبيعته ، وخدعه ابليسه؟
[٣٥] (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما