وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ)
[٣٦] (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ)
ان إبليس أزل أبانا آدم وزوجه ، ولكن بماذا ، بتلك الطبيعة الموجودة عندهما ، فاخرجا من الجنة وابعدا عن الطبيعة المسخرة لهما. وهكذا سوف يزل إبليس أبناء آدم ، ويبعدهم عن الجنة في الآخرة ، وعمّا سخر الله للإنسان في الحياة من النعم. إذا أطاعوه.
ما هي هذه الشجرة التي نهى الله آدم عن الاقتراب إليها ، هل كانت شجرة التفاح ، أم العنب ، أم كانت الحنطة ، أم ماذا؟ ليس المهم ان نفهم ذلك بل المهم ان نعرف العبرة من وراء القصة ، وهي : ان في الطبيعة أشياء تضر الإنسان وقد نهى الله عنها ، وعلى الإنسان ان يبتعد عنها حتى يتمكن من الاستمرار في تسخير الحياة. ولكن إبليس يثير النفس الامارة بالسوء ، ولا يدع الإنسان حتى يدفعه الى تلك الأشياء المنهي عنها الضارة. وهنا يطرح هذا السؤال :
كيف يخرج الإنسان من جنة النعم حين يرتكب الخطيئة ويتبع الشيطان والنفس الامارة بالسوء؟
الجواب هناك طرق شتى : ولكن أبرزها هبوط الإنسان الى مستنقع الخلافات البشرية حيث يبدأ الناس بظلم بعضهم البعض.
(وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)
[٣٧] وفي مواجهة الصراع بين البشر بعضه مع البعض ، وفي مواجهة الطبيعة الشريرة المدعومة بإبليس في داخل النفس البشرية ، يصاب الإنسان بالضعف