ابرز القرآن هنا دور الرسالة الإلهية في تكوين الحضارة البشرية ومن خلالها ، وقد ذكّرنا ببعض العوامل الاخرى التي نشير إليها إنشاء الله فيما يلي.
بينات من الآيات :
[٤٩] اين كان بنوا إسرائيل؟
أبوهم الكبير إبراهيم (عليه السلام) كان في العراق ثم هاجر الى فلسطين. ولكن حفيد إبراهيم يعقوب انتقل هو وأبناؤه الاثنى عشر الى مصر في قصة يوسف. ودارت الأيام وتحولوا من شعب جاء مصر ملكا ، الى طوائف محرومة ، مستضعفة ، ومستثمرة من قبل فراعنة مصر. وكانوا بحاجة الى قائد ورسالة ، فأرسل الله موسى نبيا ، وانزل معه التوراة رسالة ، فجّرت فيهم طاقاتهم ، وقادهم عبر البحر الى جزيرة سيناء ، ومن ثم الى فلسطين. هكذا استطاع الإنسان ان ينتصر على المستغلين والطواغيت بفضل الرسالة الإلهية.
ويذكّر القرآن بني إسرائيل بهذه القصة ، ليقول لهم : إنّهم لو تركوا رسالة الله ، لعادوا مرة اخرى ، امة مستضعفة محرومة. وهكذا يذكّر الامة الاسلامية بهذه الحقيقة أيضا ، وهي : ان التمسك بالهدى الذي أنزله الله ، والتمحور حوله ، هو الكفيل بضمان استقلالهم وحريتهم ... يقول الله سبحانه :
(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ)
اي يذيقونكم عذابا أليما يتمثل فيما يلي
(يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ)
انهم كانوا يقتلون أبناء النساء الخادمات لكي لا تنشغل النساء عن خدمتهم. أو كانوا يفعلون ما هو أعظم وأشد ضررا على كرامة الإنسان.