(وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ)
هذه كانت مشكلة عقائدية (إيديولوجية) حلها موسى (ع) بإذن الله وقال الله تعالى :
[٥٢] (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[٥٣] (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
ماذا فعل موسى (ع) عفا عنهم بأمر الله ثم تلا عليهم الكتاب (وفيه الرؤى العقائدية العامة) والفرقان (وفيه التعاليم التفصيلية للحياة) فصحح بذلك رؤاهم وعلمهم كيف يقتلعون من أنفسهم جذور الاستعباد حتى لا يعودوا الى عبادة المال (العجل) مرة اخرى هذه كانت ثورة ثقافية.
[٥٤] باء : ولكن انتهاء عبادة المال ، من قبل أكثر الامة ، لم تدل على انتهاء دور الثروة في تهديد تحرر الامة اجتماعيا. إذ كانت هناك طبقة قد أشربت قلوبهم بحبّ العجل. وكانت الامة بحاجة الى عملية تطهير ، لتصفية العناصر الخبيثة منها.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
[٥٥] جيم : وبقيت المشكلة الثالثة هي التي نسميها بالمشكلة الايدلوجية ، حيث كان لا بد من ثورة علمية توحيدية ، تخلص الامة من رواسب الجاهلية المادية ، المتمثلة في تصور الله في شيء مادي ، وبالتالي تقديس الأشياء ، انطلاقا من الباسها ثوب الالوهية. والامة لا تصبح متحررة بالكامل ، الا إذا تحررت من تقديس اي شيء أو شخص من دون الله سبحانه. إذ لو لا ذلك لكانت الامة معرضة للاستعباد.