فالامة التي تقدّس الأصنام ، لا بد ان تستعبدها الأصنام أو كهنة الأصنام. والامة التي تؤله عيسى (ع) لا بد ان يستعبدها كهنة الكنيسة. والامة التي تقدس الأولياء على أنهم قد دخلتهم روح من الله ، لا بد ان يستعبدها المنتسبون الى أولئك الأولياء.
من هنا حرصت الرسالة الإلهية على إنقاذ البشرية من جاهلية الشرك ، لتصبح حرة كريمة لا تقدس الا الله سبحانه. ولا تطيع الا من امر الله بطاعته.
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ).
اختار موسى من قومه سبعين رجلا ليرافقوه الى الطور ، ولكنهم سرعان ما استبدت بهم جاهليتهم الاولى وقالوا : أرنا الله والا سوف نعود كفارا. فاذا بصاعقة من السماء تحرقهم جزاء كفرهم الصريح.
[٥٦] (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وكانت هذه الهزة كافية لتصفية نفوس هؤلاء من رواسب الشرك وتسبيح الله وحده.
[٥٧] دال : وبعد ان أنقذ الله بني إسرائيل برسالته الكريمة عن مشاكلهم (استعباد فرعون ، عبودية العجل ، طبقة أصحاب العجل ، رواسب الشرك) أسبغ عليهم مختلف النعم المادية وقال سبحانه :
(وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)
فهناك نعمة السكن ونعمة الغذاء. والمن هو الحلوى. والسلوى هو طير معروف.
(كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ)