متمثلا في نقص في الثمرات ، وخلاف عريض بينهم على مغانم المدينة. حسبما يذكره القرآن في آية آتية. والسبب في ذلك الرجز هو فسقهم ، وابتعادهم عن تعاليم الله.
[٦٠] تلك كانت نعمة الاستقرار التي أسبغها الله عليهم ، ولكنهم كفروا بها. وهذه نعمة الماء الأشد ضرورة للعمران يسبغها عليهم ربنا ويقول :
(وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ)
لأنهم كانوا اثنتي عشرة قبيلة مختلفين. وكان من المفروض الا تتدخل حياتهم مع بعضهم لوجود الحساسيات القديمة بينهم.
(كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ)
ولكن مع توافر النعم تنمو عند الإنسان حالة الطغيان ويقوم بالاعتداء على الآخرين ، أو الإسراف في استهلاك المواد. من هنا حذّرهم الله فقال :
(وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
[٦١] كان بنوا إسرائيل امة بدوية ثم تحضرت. ولكنها لم تستطع ان تقاوم سلبيات التحضر فاستعبدها فرعون في مصر ، وتجذرت بذلك حالة العبودية في نفوسهم. فأصبحوا ضعفاء جبناء مختلفين لا يثق بعضهم ببعض. ثم قادهم النبي موسى (عليه السلام) الى سيناء. وتربّى في الصحراء جيل منهم استعادوا بعضا من خصائصهم الاولى التي تميزوا بها حين كانوا بدوا. ولكن كثيرا من اثار مرحلة العبودية لم تزل في نفوسهم. وحين طلبوا من نبيهم ان يأذن لهم بالعودة الى فلسطين والاستقرار في المدن ، لم يكن في صالحهم ذلك إذ ان اثار العبودية والتي منها