ولم يكونوا يكفرون بآيات الله ، ويقتلون النبيين لو لم يعصوا الله سبحانه منذ البدء ، في تنفيذ تعاليمه. إذ ان العصيان لا بد ان ينتهي بالكفر ، كما ان الاعتداءات البسيطة ضد بعضهم تعاظمت حتى اعتدوا على المصلحين الكبار في مجتمعهم وهم الأنبياء عليهم السلام. يقول الله سبحانه :
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ)
ان كل امة تنتهي بانتشار روح العصيان والاعتداء فيها ، إذ تنمو هذه الروح الخبيثة حتى تقضي على قيم الامة وعلى الصفوة الصالحة فيها. وماذا تبقى من الامة لو انتهت قيمها ورجالها الصالحون؟
وكلمة اخيرة :
ان تعبير القرآن في هذه الآيات يوحي إلينا بان الله هو مصدر كل نعمة ظاهرة وباطنة ، وهو كذلك مصدر الوحي. وعلينا ان نقبل بهما معا (النعم والوحي) ولا يمكن ان نقبل بواحدة دون اخرى.
[٦٢] كيف اعتدى هؤلاء على بعضهم؟ وعصوا ربهم في ظلم بعضهم ، وبالتالي في الكفر بالله وقتل أنبياء الله؟ انهم حتى الأمس القريب كانوا امة صالحة؟
الجواب :
ان الاعتداء يبدأ فرديا ، وينشأ من نوازع ذاتية شيطانية (كاعتداء قابيل على هابيل) ولكن مع تطور الظروف ، يتحول الاعتداء الى حالة اجتماعية ، وذلك عن طريق تقولب الاعتداء في إيديولوجية عنصرية مقيتة ، توحي الى كل طائفة انها هي