انتهاكهم حرمة السبت ، حيث حرّم عليهم الصيد فيه ولكنهم اعتدوا فيه بغيا على أنفسهم ، فاخذهم الله أخذا شديدا وقال :
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)
أذلاء.
[٦٦] انها سنة الله في الحياة انه يمهل البشر مرة بعد اخرى ، فان لم يتب يأخذه ليصبح عبرة لغيره.
(فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها)
حيث انها أصبحت عذابا لمن سبق وعذابا لمن لحق بهم.
ان اي عذاب الهي سيكون قويا بالنسبة الى من ينزل عليهم مباشرة وستبقى آثاره في المستقبل. والعذاب الالهي تعبير صادق عن عمل الإنسان نفسه وترجمة لواقعه الفاسد لا أكثر.
وكل عمل يقوم به الإنسان سيخلّف آثاره السلبية على مجتمعة الحاضر وعلى مستقبل الأجيال ولذلك على الإنسان ان يفكر مرتين قبل ان يقدم على اي عمل حتى لا يؤثر عمله في الآخرين سلبيا. كما ان على الناس ان يعرفوا ان اي عمل يقوم به فريق منهم سوف تنعكس آثاره عليهم جميعا .. فيأخذوا على أيديهم بشدة وجدية.
اما المتقون فإنهم المستفيدون الوحيدون من عذاب هذا الفريق لأنهم يعتبرون به ويحولونه الى جزء صالح في سلوكهم وتفكيرهم لا أن يكرروه مرة اخرى.
(وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)