الجسدي عليها جميعا.
ويشرح لنا القرآن كيف تتحول الامة الرسالية الى تجمع عنصري ، وذلك بابعاد فكرة المسؤولية عن واقعهم ، حيث يتصورون انهم بعيدون عن الجزاء ، لأنهم أفضل من غيرهم ، ثم يبدءون بتقييم الحياة وفق هذا التصور الخاطئ. ويكّذب القرآن هذه الفكرة ويضرب امثلة حية على ذلك. ثم يبين زيف الفكرة العنصرية ، وذلك حين يحيلهم الى فطرتهم. انهم يحمّلون بعضهم مسئولية جرائمهم فيما يخصهم ويتصل بحياتهم مباشرة ، فكيف لا يحملونه مسئولية ذات الجريمة حين تقع على غيرهم هل هناك جريمة وجريمة أو بشر وبشر.
بينات من الآيات :
[٨٠] قبل كل شيء يجعل العنصري ذاته فوق المسؤولية ليبرر بعدئذ كل تصرفاته الشاذة ، وهذه العملية خطيرة لسببين :
الاول : انها تميت ضمير العنصري ، وتطفئ شعلة إحساسه كإنسان ، فلا يعدو يشعر بالإثم تجاه ما يرتكبه من موبقات وجرائم.
الثاني : انها تبرر تصرفاته امام الآخرين وهنا نرى القرآن الحكيم يعالج هذه المشكلة في بني إسرائيل ومن ثم في كل الأمم التي قد تبتلي بها ، كالنازية والبيض في جنوب افريقيا فيقول :
(وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
وبالطبع لم يكن هناك ميثاق من الله يتعهد لهم بالّا يأخذهم على تصرفاتهم ، انما هم تصوروا ذلك انطلاقا من حبهم لذاتهم ، وتقديسهم لها.