كقوة اساسية للأمة ، ويحذرنا من استيراد انظمة الآخرين ، والاعتماد على ثقافتهم.
بينات من الآيات :
راعنا وانظرنا :
أولا : دعنا نستمع الى المفسّرين يذكرون لنا معنى راعنا وانظرنا ، يقول الشيخ الطبرسي (ره) : المراعاة ، والمحافظة ، والمراقبة ، نظائر. وعكس المراعاة : الإغفال ، ورعى الله فلانا أيّ حفظه ورعيت له حقه وعهده فيمن خلف ، وأرعيته سمعي إذا أصغيت اليه ، وراعيته يعني إذا لاحظته ، وجمع الراعي رعاء ، ورعاة ، ورعيان. وكلّ من ولي قوما فهو راعيهم وهم رعيته ، والمرعي من الناس المسوس ، والراعي السائس واسترعاه الله استخلفه ، أي ولاه أمرهم يرعاهم ، والإرعاء الإبقاء على أخيك والاسم الرعوي والرعيا ، وراعني سمعك أيّ استمع. (١)
أقول : ويبدو من استخدامات الكلمة انها أشد من الحفظ اهتماما ، وألين من الرقابة جانبا ، فالراعي للغنم ، ليس يحفظه فقط بل ويهتم بشؤونه ، وهكذا السائس لبلده يهتم بشؤون رعيته أيّما اهتمام. وبينما (الحفظ) هو منع الخطر عن الشيء أو الشخص المحفوظ ، فان الرعاية تنطوي على معنى جلب المنفعة أيضا ، بل توحي لفظة المراعاة والرعاية إذا استخدمت في العلاقة بين الأمير والمأمور ، والحاكم والمحكوم ، تخفيف القانون وتيسيره. أما كلمة انظرنا : فقال الشيخ الطبرسي عنها : ونظرت الرجل أنظره نظرة بمعنى انتظرته وارتقبته. (٢)
وقال الفخر الرازي : وأما قول وانظرنا ففيه وجوه ، أحدها : انه من نظره
__________________
(١) مجمع البيان ج ١ ص ١٧٨
(٢) مجمع البيان المصدر