أي انتظره. قال تعالى : «انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ» فأوهم تعالى بان يسألوه الإمهال ينقلوا عنه فلا يحتاجون الى الاستفادة «وأضاف» وثانيها : انظرنا معناه انظر إلينا ، إلّا انه حذف حرف الى ، ثم قال : وثالثها : قرأ أبي بن كعب «انظرنا» (أيّ بهمزة القطع) من النظرة أيّ أمهلنا. (١)
ثانيا : آراء المفسرين في معنى هذه الآية اختلفت اختلافا كبيرا ، واذكر فيما يلي :
١ ـ ان هذه الكلمة كانت تستخدم عند اليهود ، فنهي المسلمون عن استخدامها. وسواء كانت تعتبر سبا عندهم إذ انهم كانوا يقصدون بها الرعونة أو راعي الأغنام أو لمجرد شياعها لديهم. إذ ان هذه الكلمة هي الشائعة سواء هذا أو ذاك فان نهي القرآن عن استخدامها كان بسبب اليهود وقد جاء في حديث مأثور عن الامام الباقر عليه السلام ان هذه الكلمة سبّ بالعبرانية. (٢)
وروي ان سعد بن معاذ سمعها منهم فقال : يا أعداء الله عليكم لعنة الله ، والذي نفسي بيده لان سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله لأضربنّ عنقه. فقالوا : أو لستم تقولونها؟ فنزلت هذه الآية. (٣)
وجاء في حديث مأثور عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وأنزل :
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا» فانها لفظة يتوصل بها أعداؤكم من اليهود الى سب رسول الله وشنئكم «وَقُولُوا انْظُرْنا» أيّ قولوا بهذه اللفظة لا بلفظة
__________________
(١) الفخر الرازي ج ٢ ص ٢٢٤
(٢) مجمع البيان ج ١ ص ١٧٨
(٣) الفخر الرازي ج ٢ ص ٢٢٤