الأكل فألغيت في الشريعة الاسلامية.
والله حين ينسخ شريعة ينسخ قيادة تلك الشريعة ، أو ذلك الشخص الذي يجسد تلك الشريعة أيضا. فموسى وعيسى (عليهما السلام) نسخت شرائعهما وانتهت فترة قيادتهما للناس ، والآية بهذا المعنى تشمل الإنسان القائد الذي يجسد آيات الله عمليا. إذا كلام الله يدل على ان لكل عصر قادته الذين يستمدون من الدين الأحكام المتصلة بظروفهم ، والله قادر على إبداع آيات جديدة. وبعث قادة جدد. وقد جاء في النصوص تفسير هذه الآية بوفاة امام عادل وقيام إمام أخر مقامه.
[١٠٧] ويجب ان لا يخشى الإنسان من سلطة من يمثلون الأفكار السابقة المنسوخة بفعل تطور الحياة ، بل يخشى الله سبحانه لأنه هو المالك للسماوات والأرض ، وهو الولي النصير ، وولي العالمين وحده.
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)
وهذه الآيات والتي سبقت ، تأمر الامة بالتفكير جديا في التقدم المستمر ، وعدم الخوف من الجديد لمجرد ان الفكر الجديد قد لا يكون أفضل من السابق ، وعدم الخشية من الناس المرتبطين بالأشياء القديمة ، بل الخشية من الله وحده.
ولقد وقعت هاتان الآيتان في محيط الجزيرة العربية المحافظة والراكدة وقع الصواعق. حيث استطاع الرسول ان يزلزل الأوضاع القديمة من الأساس ، ويبني مكانها كيانا جديدا بل صنع مجتمعا تقدميا يبحث عن الإبداع والتطوير ، حتى احتاج هذا المجتمع الى ضوابط كابحة كالتي قالها الرسول (كل بدعة ضلالة).
[١٠٨] ويأتي القرآن بمثل على طبيعة الثقافة القديمة ، كيف كانت ثقافة